لقد اخترت أن أطرح عليكم هذا الموضوع "الخطير" لنناقشه بعمق و بجدية تامة، لأنه بات يشكل ،من جهة، أزمة حقيقية للآباء،خاصة دوي الدخل المحدود... و من جهة أخرى، أصبح يهدد المدرسة العمومية في وجودها...
قديما قيل بأن المال السايب يعلم السرقة،و على غراره نقول بأن المؤسسات-بصفة عامة و التعليمية على وجه الخصوص- تعلم التهاون و اللامبالاة و المتاجرة (التسمسير) و كل أنواع الاستغلال التي نعرفها والتي لانعرفها ... حتى أصبح كل مسؤول عن مصلحة من مصالح الناس بتصرف و كأنه يعمل في ماله و مال أبيه .. و هكذا تهدر حقوق الناس و مصالحهم و هكذا تهدر قيم المواطنة في نفوس بعض (الوطنيين) الذين يدعونها زورا وبهتانا و هم في حقيقة الأمر مرتزقة همهم الوحيد هو الكسب المادي...حتى أصبحت "أرقى فئة في المجتمع، وهم رجال التعليم"يبيعون و يشترون في تلاميذهم، ففي مؤسسة الدولة التي يشتغلون بها، إما أنهم غائبون أو أنهم " يسلخون المعزي" و في بيوتهم تقام الدروس الخصوصية للمحظوظين "الميسورين طبعا".. كما جاء على لسان بعضهم (التلاميذ) لي شاف الأستاذ أثناء الدروس الخصوصية مايكولش هو لي عندنا في المدرسة...؟؟؟ و التمارين التي ينجزها معهم في المنزل يجعل منها امتحانا في القسم حتى يحصل المحظوظون على نقط لا تظاها ..و ذلك لسببين: أولها أنه يوهم ألآباء الذين يؤدون، بان النتائج التي حصل عليها أبنائهم تعود إلى الدروس الخصوصية و من تم سيدفعون و هم منبسطون، و ثانيها ، أنها رسالة موجهة إلى الآخرين الذين يبادرون بإرغام ذويهم على حضور الدروس الخصوصية معللين ذلك بالنقط التي يحصل عليها من يحضرمنزل الاستاذ لتلقي"الدعم التربوي" من فضيلته.و هكذا تنقلب المسرات في البيوت إلى مآتم و .. ما لقاو السلاكة مع فيل حتى جابو ليهم فيلة ..الناس مضاربين هير مع الخبز أو ما تغلبو عليه ..
الكلام في هذا الموضوع كثير و متشعب، أكتفي با و أرجو من إخواني أن يغنوه بمداخلاتهم ، على أن نحاول البحث على العلاج من هذه الآفة .. آفة العصر: الدروس الخصوصية.