ككل آخر سنة دراسية،يرتفع توتر رجال التعليم مع اقتراب نهاية السنة ،و ينتظرون بفارغ الصبر الإفراج عن نتائج الحركة الانتقالية.
تختلط مشاعر الفرح بالعطلة و مشاعر الخوف من البقاء في نفس المكان،تساؤل يعود في كل لحظةخلالشهر يونيو :
هل سيتحول الأمل إلى حقيقة أم إلى سراب سيضاف إلى صفحات الماضي؟
سؤال يحرق أعصاب رجال و نساء الرسالة النبيلة في زمن العولمة و التقنيات الحديثة.
فمن
ابتسم له الحظ هدأت و ارتاحت أعصابه لفترة قصير، ينتظررن لم تتح له الفرصة
يقول جملة غير منطقية :إذا لم كن الخير في هذا الانتقال الله يبعده
مني.فتكون بداية القبول بالواقع المفروض، يجمد في مكان، ينتظرر ارتفاع
أسهمه" نقط المشاركة في الحركة الانتقالية" في بورصة الحركة الانتقالية
للسنة المقبلة.
لكن هيهات ،هيهات! فالالتحاقات تكسر جميع التوقعات،
فبعد إطلالة بسيطة على نتائج الحركات السابقة ،نلاحظ أن المناصب الشاغرة
تكون في غالب الأحيان من نصيب النساء الملتحقات بأزواجهن،بفضل معادلة
رياضية معقدة لا يفهمها إلا من اكتوى بحيفها : حق المساواة في العمل وحق
اللامساواةو الامتياز في الانتقال.
فهذه المعادلة الغريبة ماذا أفرزت؟
بكل
موضوعية وصدق، و هذا رأي رجال التعليم الصامتين، نتج عنها مع مرور السنوات
حيف في حق هؤلاء الرجال العاملين بالمناطق القروية، وفي حق أبنائهم و في
حق زوجاتهم.
انظروا إلى الإقصاء والتهميش المسكوت عنه: معلم أراد
أن يستفيد من امتياز اقدمية 16سنة ،فيلاحظ مع مرور السنوات : أفواج من
النساء انتقلن إلى المدن،أفواج ينتظرن الاستفادة و الانتقال .
اما
هو المتزوج بغير الموظفة، فهو مقصي بطريقة ضمنية،فيجب عليه ان يصمت ويستقر
في مكانه مدة لا تقل عن ستة عشر سنة ،مدة تساوي نصف مدة عمله في قطاع
التربية و التكوين.فبعد هذه المدة من التضحية و الصبر يصبح في إمكانه ان
يستفيد من امتيازالاقدمية في نفس المكان ويتساوى مع معلمات في سن بناته
قضين سنتين او ثلاثة في نفس المكان انها "المساواة " التي نريد بها بناء
مجتمع ديمقراطي و حداثي.
اما الانزلاقات التي ترتبت عن الحركة الانتقالية بهذا الشكل فهي كثيرة ومتعددة نذكر منها على سبيل المثل لا الحصر:
- اللجوءالى الملفات الطبية المصطنعة و الخيالية.
- الزواج الابيض.
- تركيز العنصر النسوي بالمدن و ترك الرجال بالعالم القروي.
- التدخلات و تسهيل الانتقال للمحظوظين.
فكيف
يعقل ان تسير الاموربهذا الشكل الغريب في قطاع حساس ،ينتظر منه المجتمع أن
يسهر على تنشئة اجيال الالفية الثالثة القادرة على منافسة الامم الاخرى؟
فكيف يعقل ان نتكلم عن الاصلاح و الجودة في غياب المساواة في الحقوق و الواجبات؟
ألم
يحن الوقت بعد والجلوس وإعادة النظر في هذا الأمر و أشياء أخرى،كفى من
ابتكار أساليب تؤدي إلى شروخ نفسية و معنوية عميقة يستغرق علاجها عقود
طويلة .