:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
الجزيرة الرياضية كــــانت هــناك:
عام 2004 يبدو أنه سيدوَن في ذاكرة المشاهد العربي، فهو عام زاخر بالتظاهرات الرياضية الكبيرة التي ضرب معها مواعيد شائقة، وتضاعفت عنده قيمة المشاهدة حين صالحته الجزيرة الرياضية مع شاشة تقدم متعة المتابعة بمهنية واحترافية أشاد بها الجميع فانتقلت به إلى مختلف القارات دون أن تكبده عناء الذهاب إلى موقع الحدث، فقط أجبرته على البقاء وفيا لها طيلة الأحداث التي قامت الجزيرة الرياضية بتغطيتها فعلاً وتعليقاً وتحليلاً.
__________________
أحداث دولية
الليغا:
هو قطعا زمن الفضائيات،وفي زمن يعج فيه الفضاء العربي بقنوات مختلفة الأشكال والألوان، لم يعد مستعصيا دخول هذا العالم الفضائي.. ولكن الأصعب هو تحديد من أي باب ستدخل هذا العالم ونحن في وقت بات التخصص أمرا لا يجيده الكثيرون.
الجزيرة الرياضية باختيارها التخصص، لم تسلك طبعا أسهل الطرق ، بل وضعت نفسها على المحك لكونها في المقام الأول ،أول مولود من الجزيرة الأم التي صنعت لنفسها اسما رائداً وتميزاً فريداً في دنيا الإعلام ، ثم لاختيارها التخصص في مجال يشهد تنافسا مثيراً و يحظى بمتابعة واسعة ، وبالتالي يفرض عليك أن تكون متميزاً عما هو موجود.
هذا الرهان سارعت الجزيرة الرياضية بكسبه حين جسدت التميز المنشود بالحصول على الحقوق الحصرية لواحد من أبرز الدوريات في العالم ، إن لم يكن أبرزها ، ألا وهو الدوري الأسباني لكرة القدم الشهير بالليغا.
هذه الخطوة الرائعة التي كانت ضرورية من أجل إنطلاقة قوية ودخول عالم الفضاء من الباب الكبير ، هذه الخطوة عززتها الجزيرة الرياضية بتغطية تليق بقيمة الحدث ،تجلت في مضمون الأستوديو التحليلي الذي أداره أسبوعياً المذيع المعروف أيمن جاده برفقة المحلل الجزائري رابح ماجر المدرب السابق والنجم العربي الذي يتمتع بأفضل سجل ذهبي بين زملائه المحترفين العرب>
هذا الأستوديو بإيقاعه السريع ، وخروجه من القالب التقليدي ، خصوصاً في المواعيد الكبيرة للدوري الأسباني التي حشدت لها طاقات بشرية وإمكانات فنية لتحقيق إضافة جديدة لم يتعود عليها المشاهد العربي ، فكان يعيش الحدث دون أن تفوته كبيرة أو صغيرة من فريق العمل في الدوحة أو من الموفدين الخاصين على عين المكان و زملائهم في مكتب القناة في أسبانيا.
كل ذلك كان يصل إلى المشاهد، فكل ما كان مطلوباً منه، هو أن يضع المؤشر على التردد الذي يمكنه من مصافحة الجزيرة الرياضية.
ويسود الاعتقاد ألا يحيد الموسم الجديد عن الذي سبقه ،بل سيكون امتدادا له بـ جغرافيته الأسبانية حيث لاحظ المشاهدون - دون شك- مع انطلاقة الدوري الأسباني 2004/2005 أن الأستوديو التحليلي وما يتضمنه من فقرات و تقارير اقترب إلى مكان الحدث ، بل أصبح جزءا من المنظومة الكروية الأسبانية. انتقل الأستوديو إلى مدريد و معه ثنائي جديد مكون من المذيع الأخضر بالريش ،والمحلل التونسي طارق دياب الذي ذاع صيته لاعبا دوليا ، ثم بات له جمهوره حين انتقل إلى مصاف المحللين .
لقد لاح جليا أن لهذه القناة الفتية فكراً يجعلها صاحبة التميز في أسلوب التغطية و التعامل مع دوري في قيمة الليغا، وبذلك قدمت الجزيرة الرياضية إجابة أولية لأولئك الذين كانوا ينتظرون، يراقبون، ويترقبون أي أولئك الذين تساءلوا عن الجديد الذي ستأتي به قناة الجزيرة الرياضية في فضاء يشهد زحمة لا مثيل لها في عصرنا هذا
__________________
خليجي 16:
بعد أن جاءت الانطلاقة مع الليغا مجسدة إلى حد كبير لما هو منتظر أو متوقع من قناة تحمل اسم الجزيرة . فإن الطموح كان أقوى من الاقتناع بهذه البداية الإيجابية في ملعب الحقوق التلفزيونية . فقد كانت تنتظر الجزيرة الرياضية موقعة تختلف شكلاً و مضموناً حين دقت ساعة دورة الخليج السادسة عشرة لكرة القدم التي استضافتها الكويت .
ملعب الليغا كان حصرياً على الجزيرة الرياضية .
أما الملعب هنا، فكان يعج بأكثر من منافس .
فالدورة لها تاريخها و شهرتها التي استمدتها من كونها الأكثر استمرارية في تاريخ البطولات العربية .و ازدادت قيمتها بحرص مختلف وسائل الإعلام الخليجية و العربية على التميز في تغطيتها مستفيدة من كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا و المعلوماتية .
الاستعدادات الضخمة التي دأبت القنوات الخليجية (خاصة) ذات الإمكانات العالية على إظهارها مع كل دورة حّولت ملعب نادي الكويت إلى حقل ملغوم لفريق قناة الجزيرة الرياضية، فهو الضيف القادم على قنوات تمرست في تغطية الحدث الخليجي الكبير واكتسبت قاعدة جماهيرية في المنطقة . فكيف لهذا الفريق الضيف أن يجبر المشاهد على تحديد اختياره و عدم مداعبة الريموت كنترول بالانتقال إلى وجهة تلفزيونية أخرى؟!
هذا رهان جديد ُفرض على الجزيرة الرياضية، و ليس هناك أفضل من أن تتميز وسط منافسة قوية . فما الذي حدث في العاصمة الكويتية مع أول مشاركة خارج القواعد؟!
خليجي 16، كانت شاهدة على حصد الجزيرة الرياضية لنقاط الفوز في أول تجربة لها خارج ملعبها الرئيسي في الدوحة بعد تفوق صريح على كل المنافسين. فقد توالت شهادات التقدير من كل جهة لما قدمته الجزيرة الرياضية من جديد، و الجديد هو صورة خارجة عن النص التقليدي.
صورة قدمت ما لا تراه العين العادية . فكان المشاهد المتابع لنقل الجزيرة الرياضية كمن يقود سيارة تتعدد فيها المواصفات العالية . مشاهد يستمتع بتفاصيل و فواصل فنية حملت توقيع كاميرات الجزيرة الرياضية .
وهو توقيع كان له وقع كبير لأن كاميرات الجزيرة الرياضية كشفت "المستور" وأزاحت الستار عن الأخطاء والغموض الذي رافق بعض الأحداث و المواقف المشكوك فيها .
وجاء البرنامج اليومي الحواري"الشوط الثالث"الذي كان يبث مباشرة كل مساء ليكمل الصورة بتسعين دقيقة هادفة ومثيرة، أثرت المشاهد بلقاءات مع شخصيات رياضية عديدة، حاورت و ناورت وأضاءت أجواء خليجي 16 في أكثر من قضية على مدار أيام الدورة .
عصارة هذا الجهد جعلت فريق الجزيرة الرياضية يحقق من يوم لآخر نقاطا إيجابية كان مجموعها كفيلاً بتتويج "القناة الفتية" صاحبة أفضل تغطية في الدورة . في استفتاء رسمي نظمته اللجنة المنظمة .
تتويج شكل إجماعاً حول قناة لم يمر على موعد بثها أكثر من شهرين .
__________________
إستضافة مونديال 2010:
ومن الكويت استمرت رحلة البحث عن المزيد من التميز، وكانت مدينة زيوريخ السويسرية المحطة التالية التي حطت فيها الجزيرة الرياضية الرحال لتقوم بتغطية الحدث الذي استقطب أنظار العالم، فاختيار البلد المنظم لنهائيات كأس العالم لكرة قدم مونديال 2010 ،لم يعد أمراً عاديا يذكر في نشرات الأخبار ، بل لتغطيته حقوقاً، وهذه الحقوق أشعلت المنافسة بين القنوات الفضائية أكثر مما هي قائمة بين الدول المرشحة ، فكلما توسعت رقعة المنافسة ازداد معها هاجس طريقة اللعب التي ستعتمدها إدارة القناة لخوض غمار التغطية حتى تعزز رصيد الثقة لدى مشاهديها ، خصوصا أن هذا الحدث يتطلب إستراتيجية جديدة في اللعب، لكونه لا يدور على المستطيل الأخضر ، وإنما يحتاج لتحليل وشرح وقراءة واستقراء لما سيدور في الزوايا والكواليس قبل الإعلان عن النتيجة وأبعادها وانعكاساتها.
مع هذا الحدث كانت الجزيرة الرياضية في الموعد، وإذا كان التصويت على اسم البلد المحظوظ مخيبا للآمال العربية ، فإن التصويت على القناة كان إيجابيا بناء على الدور الإخباري الذي لعبته بتواجدها في قلب الحدث بحضور مميز عبر أكثر من فريق عمل ، ينسق بينهم أستوديو مركزي في الدوحة يديره المذيع أيمن جاده الذي استضاف الصحفي العربي عمر غويلة المتخصص في شؤون الفيفا ، فيما أوكل العمل الإعدادي لتشكيلة يقودها المنتج فيصل شعبان والمخرج فهد السهلي.
أما خارج القواعد هناك فريق في زيوريخ مكون من ليلى سماتي و جمال جبالي وآخر موزع بين الدول المعنية بصراع الاستضافة تشكل من الأخضر بالريش في جوهانسبرج و لخضر النوالي في الدار البيضاء و جمال هليل في القاهرة، إضافة إلى تقارير من تونس وليبيا اللتين بكرتا بالخروج من المنافسة. وقد تولى الموفدون الخاصون رصد فترات الترقب و ردود الأفعال بعد أن كشف رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتر عن اسم جنوب إفريقيا كبلد فائز بشرف استضافة مونديال 2010 ، وكانت الجزيرة الرياضية أول القنوات التي بثت لمشاهديها تفاصيل نتيجة الفوز الجنوب إفريقي و عدد الأصوات التي حصل عليها المتنافسون
و كما سعد مانديلا وشعبه باختيار بلدهم لاستضافة المونديال الأفريقي، فإن شعورا بالرضا كان يسود أروقة قناة الجزيرة الرياضية ، لأن التغطية تطلبت جهودا بشرية و تسخير إمكانات تقنية عالية ، من أجل الظهور بمستوى يرسخ مكانة القناة بين نظيراتها لاسيما وأن حدثا كهذا ( أو أي حدث آخر عامة ) لا يحتمل عملاً منقوصا،فالخطأ يصبح ممنوعا لقناة حديثة سارعت بركوب الصعاب حين اختارت المراهنة على تغطية المواعيد الكبيرة .
__________________
يورو 2004:
. . . وكعادة السنوات الزوجية تتوالى فيها الأحداث الرياضية بوتيرة سريعة . . . فلا مجال لالتقاط الأنفاس و الروزنامة الدولية مليئة بالمواعيد الساخنة،والمتقاربة في توقيتها . . .
مما أوجد حالة استنفار دائمة في الجزيرة الرياضية . . . وأصبح قانون الطوارئ هو المعمول به في القناة ،و تعددت اللاءات الخاصة بمفردات الإجازة السنوية أو حتى الراحة الأسبوعية.
لقد بذلت الجزيرة الرياضية الكثير من أجل يورو كروي يكون حصرياً على شاشتها. واقترن هذا الجهد بحرص على صورة في متناول أي مواطن عربي . . . فحازت بذلك على مشاعر المشاهدين العرب، ونجحت مرة أخرى في استقطاب الأنظار و تحقيق القدر الأكبر من نسبة المتابعة.
ولم يكن هذا الإنجاز نتيجة أو مقابل لمشاهدة المجانية التي وفرتها القناة . . . و لكن مرة أخرى يطفو فكر الجزيرة الرياضية على سطح المنافسة . . . فإستراتيجية العمل رجحت من جديد كفة القناة التي توخت طريقة 2/4/4 متطورة و مواكبة لكل الظروف التي قد تعترض فريق العمل. . .
فرباعي الدوحة كان مكونا من أيمن جادة مذيعا،ورابح ماجر ومحسن صالح (الذي استعانت به القناة لهذا الحدث ) محللين فنيين و جمال الشريف محللاً تحكيمياً ، وهذا الرباعي الذي ساندته مجموعة من التقنيين والفنيين الأكفاء بقيادة المخرجة حسانة الحص، جعل الأستوديو التحليلي مصدر قوة واطمئنان ، أما في البرتغال ، فكان هناك رباعي التعليق يوسف سيف و علي محمد علي و الأخضر بالريش و هشام الخلصي ، فيما شكل المراسلان فيصل شعبان و مهيب بن شويخة ثنائي الهجوم و البحث عن المتاعب.
لقد أعتبرت تغطية بطولة الأمم الأوروبية 2004 علامة مضيئة في العمر الصغير للقناة الوليدة التي عكست بالمناسبة رغبتها الشديدة في بداية قوية تشكل رسالة واضحة للمشاهد العربي عنوانها إحترام عقله.
يورو 2004 كان اختباراً جديداً للجزيرة الرياضية بعد حصولها على حقوقها ، لأن العبرة في النهاية لا تكمن في نيل حصرية البث فضائيا ، و إنما في قيمة التغطية و كيفية استغلال بطولة كبيرة كهذه لتقديم عمل يرتقي إلى اسمها و تاريخها ويستجيب في الوقت نفسه لتطلعات المشاهد العربي، ونهمه الشديد في رؤية شيء مختلف.
__________________
كأس الأمم الأسيوية لكرة القدم:
ومع كوبا أمريكا، تقاطعت نهائيات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم التي شهدت رقماً قياسياً من المشاركين العرب بثمانية منتخبات، وهو نصف عدد الدول المشاركة في هذه النسخة الثالثة عشرة من البطولة .
وهذا الحضور العربي المميز فرض دون شك قدراً كبيراً من الاهتمام،وكان لمشاهدي الجزيرة الرياضية مواعيد يومية مع الأستوديو التحليلي والفريق الآسيوي للقناة المكون من المذيع خالد جاسم والمحللين المعروفين خالد سلمان وسعد الحوطي، فيما تولى التغطية على عين المكان المراسلون عثمان القريني وحسن الهاشمي وحمد جاسم، وكان المزج بين الخبرة والشباب من عناصر نجاح البعثة إلى جانب العمل المضني الذي قام به الفريق الفني المصاحب لهما.
__________________
بطولة أستراليا المفتوحة للتنس:
أولى جولات البطولة المفتوحة للتنس وبدايتها في استراليا حيث نقلت الجزيرة ملحمة رياضية رائعة لانتصارات مارات سافين الذي فاز بالبطولة بعد سلسة من المباريات الصعبة.
__________________