محمد الرطيان
شاعر وكاتب صحفي
افتحوا نوافذ البيوت !
(1)
" آه ما أرق الرياض .. تالي الليل " .. هكذا يراها حبيبنا بدر بن عبدالمحسن .
وأنا أراها ، هذه الأيام ، الأكثر رقة ( رغم الزحام ) وذلك عندما ترمي من يدها اليمنى
بعض " مقصات " الرقابة .. و " الخيازرين " .. وتحمل بدلا ً منهما سلة مليئة بالكتب !
(2)
خلال أيام تتحوّل الرياض إلى كرنفال احتفالي رائع .
ولمدة أسبوعين – عبرمعرض الكتاب ومهرجان الجنادرية – ستفتح نوافذها لكل الهواء
القادم من كل الجهات .
(3)
وبعض الأهل .. يفزعهم الهواء !
يرون أن كل " هواء جديد " هو هواء ملوّث !
(4)
وبعض الأهل .. يرون أن بيوتنا هشة ، وقواعدها مهترئة
وأن أي " نسمة " هواء جديدة ستحوله إلى ركام !
(5)
وبعض الأهل .. كانوا – وما زالوا – وسيظلون يؤمنون بأن :
( الباب اللي تجيك منه " الريح " سدّه وأستريح )
لهذا يخافون ان يكون فتح " النافذة " مقدمة لفتح " الباب " !
(6)
لا .. لا يا كل الأهل والأصدقاء :
" الهواء " لا يضر .. الذي يضر " الاختناق " .
والافكار التي تأتي في وضح النهار لا تخيف .. المخيف ما يتسلل عبر الظلام .
والنوافذ لا تكسرها نسمات الهواء العليل .. يكسرها الصدأ اذا مرّ عليها الزمن ولم تـُفتح !
وتذكروا العبارة التي تقول :
ان كانت تكلفة العلم كبيرة ..
فتأكد أن تكلفة الجهل أكبر !
(7)
" آه ما أرق الرياض تالي الليل " .. وفي كل الأوقات أيضا ،ً وذلك عندما تفتح نوافذها !
محمد الرطيان