جعفر يايوش طه
باحث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في الشهر الفارط عرفت الجزائر كمجتمع ودولة وأفراد وأسرة ظاهرة غريبة وخطيرة في آن لا يجب السكوت عنها، إذ في شهر واحد سجلت مصالح الأمن الوطني 114 حالة اختطاف لأطفال المدارس بصفة خاصة وتتراوح أعمارهم من السن 05 الخامسة إلى غاية 16 السادسة عشر، والأسباب مختلفة منها ما يدخل في تجارة بيع الأعضاء، ومنها ما هو من أنواع المصابين بالشذوذ الجنسي، ومنهم من يريد التربح من خلال دفع فدية مقابل إرجاع الطفل المختطف، وكثير من الحالات عرفت وللأسف نهاية مأساوية، البارحة فقط حيث أسكن بمدينة وهران وفي حدود الساعة الحادية عشر وعشرون دقيقة كانت هناك محاولة للإختطاف طفلة تبلغ من السن ست سنوات تدرس بالسنة أولى ابتدائية، ولكن ستر الله وسلم، إذ تدخل بعض الأطفال والشباب فحالوا دون نجاح المجرم في جريمته ولاذ بالفرار ....
ومن دون تحليل ما هي الأسباب الإقتصادية والإجتماعية والنفسية، هناك حقيقتان أسجلهما كسببين رئيسيين وراء هذه الجريمة الجديدة في مجتمعنا الجزائري :
الأولى : انعدام الوازع الديني الأخلاقي الذي يضبط سلوك الفرد والمجتمع ؛ فالمساجد صارت مؤسسة مدنية تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية، مهمة الأئمة فيها إلقاء خطبهم الأسبوعية كل جمعة وينتظرون تقاضي رواتبهم الشهرية ....
الثانية : ما دام ليست هناك سياسة وطنية فعلية وجريئة بخصوص سوق العمل وتنظيم رواتب العمال في كافة القطاعات الصناعية والإقتصادية وما يتوافق وما تسجله الخزينة العمومية من ريوع المحروقات وتجارة أخرى لا يتحدث عن مداخيلها؛ فالوضع المادي للفرد الجزائري يدق ناقوس الخطر، إذ مثلا الأستاذ الجامعي حاليا والذي هو في رتبة أستاذ التعليم العالي لا يتجاوز أجره القاعدي الشهري ما قيمته بالأورو 500 أورو شهريا، أما بقية الأفراد فأحسنهم لا يتجاوز دخله اليومي ما يعادل أو يساوي 01 دولار أو دولار ونصف على الأكثر في اليوم .....
هذه صرخة نوجهها لكل حي وصاحب ضمير نابض فردا كان أم مؤسسسة مدنية أو حزبية أو حكومية أن تبادر إلى التكافل جميعنا لمواجهة هذه الموجة الجديدة من ظاهرة صراع الجميع ضد الجميع ....
أرجو أن أستيقظ ذات يوم وأنا مطمئن على أبنائي وأبنائنا جميعا ...
تحية أخوكم الشروقي : جعفر . ي